الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالاقتراض بالربا من المحرمات التي لا تباح إلا في حال الضرورة، فنصيحتنا لك أن تبحث عن البدائل الشرعية لسد حاجتك هذه، ومن ذلك التمويل المشروع الذي تجريه البنوك الإسلامية كالمرابحة وغيرها، فاقصد أحد هذه البنوك لعلك تجد ما يناسبك من البدائل الإسلامية التي تجنبك الوقوع في القرض المحظور، ومن تحرى الحلال وجده ويسره الله له، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب {الطلاق:2ـ3}. وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً {الطلاق:4}.
وإليك بعض الأدعية المأثورة في قضاء الدين: ففي الحديث: عن علي ـرضي الله عنه-: أن مكاتبًا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال، ألا أعلمك كلمات علمنيهنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو كان عليك مثل جبل ثبير دينًا أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك. رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الحاكم، وحسنه الأرناؤوط والألباني.
وأخرج أبو داود في سننه من حديث أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم المسجد، فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة، ما لي أراك جالسًا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله -عز وجل- همك وقضى عنك دينك؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله -عز وجل- همي، وقضي عني ديني.
نسأل الله أن يقضي عنك دينك، وييسر أمرك، ويجعل لك من همك فرجًا، ومن ضيقك مخرجًا.
والله أعلم.