الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإياك وترك العبادة بزعم أنها لا تنفعك، فهذا من تسويل الشيطان ومكره، فإن العبادة نافعة لك ولا شك، وفيها من صلاح قلبك وصلاح شأنك وانتظام أمر دنياك وآخرتك الشيء العظيم، فعليك أن تستمر في طاعتك لربك، وأن تزيد من تلك النوافل بحسب الطاقة، وعليك أن تخلص في جميع عباداتك، وتؤدي الصلاة بخشوع وحضور تام؛ فإن ذلك من أعظم ما يتأثر به القلب رقة وصلاحًا. واجتهد في الدعاء أن يذيقك الله لذة العبادة وحلاوة المناجاة والأنس به سبحانه، واعلم أن ذلك لا ينال إلا بالمجاهدة والمصابرة، كما بيناه في الفتوى: 139680
واصحب أهل الخير، والزم مجالس العلم وحلق الذكر، ففي ذلك الخير الكثير، وتعوذ بالله من الشيطان ومكره وكيده ووسوسته؛ فإنه هو الذي يوهمك بكثير مما تذكر ليصدك عن الخير، ومع هذا فلا تقصر في أمر دراستك الدنيوية، بل اجتهد فيها ما وسعك، واستحضر في ذلك النيات الصالحة، كنية نفع المسلمين مستقبلًا، ونية بر والديك بتفوقك، ونية أن تكون قدوة صالحة لمريدي الاستقامة على الشرع، والله يوفقك لأرشد أمرك.
والله أعلم.