الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا وأكثر من أمثالك وأقر عينك بصلاح زوجك آمين.
ثم اعلمي أن في زوجك بقية خير وإن كان مقترفا لبعض الذنوب، فعليك أن تعالجي أمره بالحكمة والمداومة على إرشاده ونصيحته أخذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.
وليكن ذلك بأسلوب هين لين، لأنه أبلغ في المقصود، خاصة إذا كان مع من له الحق في ذلك كالزوج على زوجته.
وننصحك بتنويع أسلوب النصيحة، فتكون مرة عندما ترين أن الوقت مناسب كموت من يتأثر بموته مثلا أو حدوث أمر يكسر قلبه ويلينه، وتنبهيه أن الإنسان معرض لهذه المحن ولا يدري متى يأتيه الأجل، فإن جاء وكان مستقيما على طاعة الله نال الفوز في الدنيا والسعادة في الآخرة، وإن جاء الأجل وهو مصر على المعاصي كان على خطر عظيم لتجرئه على الذنوب، ولا بأس بالاستعانة على ذلك بالأشرطة الوعظية والكتيبات التي فيها حكم لتلك المخالفات التي يقترفها ورغبيه في أعمال الخير، وذلك بذكر الأجور المترتبة على فاعلها، ومن ذلك دعوته إلى القيام بعمرة وصلاة نوافل الصلاة و الصوم ونحو ذلك.
وأما أنت، فعليك بالالتزام بالدين والعمل على كل ما يقويه ويزيده، ومن ذلك مواصلة طلب العلم الشرعي، لأنه سبيل للخير، وباعث على خشية المولى سبحانه، كما قال سبحانه: [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] (فاطر: 28) ثم اختيار الرفيقات الصالحات والحذر من مطاوعة الزوج في أمر يخالف الشرع.