الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله -تعالى- أن يتقبل توبتك، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يوفقك لكل خير.
وبخصوص ما حصل لك؛ فلا يمكننا الجزم بحقيقته هل هو انتكاسة أم غيرها؟ لكن ننبهك على أن شؤم المعاصي قد يحرم العبد من بعض الطاعات.
قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين، مُتَحَدِّثًا عن الأسباب المعينة على قيام الليل:
الرابع: أن لا يحتقب، أي: يفعل الأوزار بالنهار؛ فإن ذلك مما يقسي القلب، ويحول بينه وبين أسباب الرحمة.
قال رجل للحسن: يا أبا سعيد، إني أبيت معافى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال: ذنوبك قيدتك. انتهى.
وقال ابن القيم في الجواب الكافي، متحدثًا عن آثار الذنوب والمعاصي:
ومنها: حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة تكون بدله، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة، ثم رابعة، وهلم جرا، فينقطع عليه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها. انتهى.
وفي حاشية العدوي -المالكي- على الخرشي: لأن الله يحرم الإنسان القُربة بذنب أصابه. انتهى.
فأكثر من التوبة والاستغفار، ولا سبيل للجزم بقبول التوبة، لعدم الجزم بتحقّق شروط التوبة، كما أرادها الله؛ ولذا فإن العبد يبقى بين الخوف والرجاء؛ فهو يخاف ألا يقبل الله توبته، ويرجو منه -سبحانه- القبول. وانظر شروط التوبة في الفتوى: 5450.
وراجع لمزيد الفائدة عمّا يعين على ترك المعاصي الفتوى: 114475.
وعن خطورة المعاصي ومفاسدها، راجع الفتوى: 206275.
والله أعلم.