الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما وقع منك قبل الزواج وتبت منه؛ لا يضيع حقّك ولا يبيح لزوجك -أو غيره- أن يتهمك في عرضك دون بينة، أو يظلمك ويضيع شيئا من حقوقك.
فإن كان وقع عليك ظلم من زوجك أو أمّه أو غيرهما؛ فيجوز لك الدعاء عليهم بقدر مظلمتك دون تجاوز، وإن صبرت وتركت الدعاء عليهم؛ فهو أفضل، ففي سنن الترمذي عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا على من ظلمه فقد انتصر.
قال المناوي -رحمه الله- في فيض القدير: أي أخذ من عرض الظالم فنقص من إثمه، فنقص ثواب المظلوم بحسبه. انتهى.
وراجعي الفتوى: 419995
وإذا كنت متهاونة في ارتداء الملابس الساترة؛ فالواجب عليك التوبة إلى الله، والمحافظة على الحجاب والستر. وانظري الفتوى: 484579
وننوه إلى أنّ إخبار أحد الخاطبين الآخر بما وقع منه في الماضي من المحرمات، أو سؤاله عنه؛ مسلك مخالف للشرع، والصواب أن يستر العبد على نفسه، ولا يخبر أحدًا بمعصيته لغير مصلحة معتبرة. وانظري الفتوى: 117433
واعلمي أنّك إن صبرت واتقيت الله وحافظت على حدوده؛ فلن يضيعك الله وستكون عاقبتك خيرا، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف: 90].
قال القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: أي يتقي الله ويصبر على المصائب، وعن المعاصي. (فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) أي الصابرين في بلائه، القائمين بطاعته. انتهى.
وقال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ومنها: فضيلة التقوى والصبر، وأن كل خير في الدنيا والآخرة فمن آثار التقوى والصبر، وأن عاقبة أهلهما، أحسن العواقب. انتهى.
والله أعلم.