الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخشوع هو روح الصلاة وثمرتها، فإذا عُدم فيها تحولت إلى مجرد حركات لا حياة فيها، فعلى المسلم الحرص على تحصيله حتى يكون من المؤمنين الصادقين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: [قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ] ( المؤمنون: 1-2)
ومما يعين على الخشوع ما يلي:
1- الالتجاء إلى الله تعالى والاستعاذة به من كيد الشيطان الذي لا يألو جهدا في إفساد عبادة المسلم وحرمانه من لذة مناجاة الله تعالى.
2- ترك ما يشوش على الذهن كالصلاة بحضرة طعام أو مع مدافعة الأخبثين، أو مشاهدة بعض الصور أو سماع الأصوات ونحو ذلك.
3- البعد عن المعاصي والذنوب خصوصا الكبائر منها، فإنها ظلمة للقلب.
4- الإكثار من ذكر الله تعالى، فإنه سبب لانشراح الصدر واطمئنان القلب.
5- مجالسة الصالحين ومرافقتهم والتعاون معهم على الخير.
6- التأمل في هذه الدنيا وكونها لا تزن عند الله جناح بعوضة، مما يعين على الزهد فيها.
وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 6598.
وقراءة القرآن مع الترتيل والتجويد مدعاة للتدبر في معانيه والتأثر به، وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك حيث قال تعالى: [وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا] (المزمل: 4). وقال: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ] (ص: 29).
والإسراع بالقراءة وخلوها من الترتيل سبب لنقص التدبر، وبالتالي فيقل حضور القلب.
والتفكر في أمور الآخرة لا ينافي الخشوع في الصلاة، بل هو من الأمور التي تعين عليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اذكر الموت في صلاتك فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته. صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة.
وفي سنن ابن ماجه وغيره عن أبي أيوب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: علمني وأوجز، قال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام تعتذر منه وأجمع اليأس عما في أيدي الناس. صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
والله أعلم.