الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكتابي إذا ثبت أنه قتل المسلم ظلما فإنه يقتل به، ويدل لذلك ما في الصحيحين أن جارية وجد رأسها قد رض بين حجرين، فسألوها من صنع هذا بك؟ فلان وفلان حتى ذكرو يهوديا فأومأت برأسها، فأخذ اليهودي فأقر، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بالحجارة.
ولكن الأغلب في حوادث السير أن يكون القتل بها خطأ، وبناء عليه، فإنه يلزم القاتل إعطاء ورثة القتيل الدية، لقوله تعالى: [وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا] (النساء: 92).
وهذه الدية تدفعها عاقلة القاتل.
وأما اعتبار قتيل حادث السير شهيدا فهو أمر محتمل قياسا على الميت بالهدم، ولكنه يعامل معاملة الميت الطبيعي فيغسل ويصلى عليه، لأن غير شهيد المعركة والمقتول ظلما يصلى عليه ويغسل اتفاقا عند أهل العلم.
وراجع الفتوى رقم: 15027، والفتوى رقم: 42767.
والله أعلم.