الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكثرة سجود السهو دليل على حصول ما يوجبه، وذلك غالبا راجع إلى سرحان الفكر في الصلاة وعدم حضور القلب فيها، وما حصل من عدم حضور القلب فيها ينقص مقابله من ثوابها.
ففي سنن أبي داود من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها. وحسنه الشيخ الألباني.
فعلى المسلم مجاهدة نفسه على الخشوع والحضور في الصلاة حتى يفوز بجميع ثوابها، وحتى يتصف بصفات المؤمنين الصادقين الذين وصفهم الله تعالى بقوله: [قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ] (المؤمنون: 1-2).
وفي سنن ابن ماجه عن أبي أيوب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: علمني وأوجز، قال: إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع. وحسنه الشيخ الألباني.
فمن اعتقد أنه في صلاة ربما تكون آخر صلاة يؤديها فحري به أن يخشع فيها ويتقنها.
وللمزيد عن هذا الموضوع راجع الفتوى رقم: 6598.
والله أعلم.