الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فدعاء الإنسان على نفسه أو على غيره بالبلاء السيء لا يشرع ولو كان لحصول غاية مطلوبة إلا إذا كان في مقابل دعوة صدرت من الغير على الداعي فتشرع حينئذ من باب: [ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ](البقرة: 194). أما أن يبتدأ الإنسان بالدعاء عليه بالبلاء فلا.
والدليل على ذلك استعاذته صلى الله عليه وسلم من جهد البلاء، وأمره بذلك، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء, وشماتة الأعداء. كما في الصحيحين وغيرهما.
وقال صلى الله عليه وسلم : تعوذو بالله من جهد البلاء.. وهو في صحيح البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . رواه مسلم
فالمشروع في صف من ابتلي بأب أو بقريب مقصر في جانب الله تعالى، أن يوجهه بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يتخذ في سبيل عوته كل الوسائل الممكنه، وأن يدعو الله عز وجل له بالهداية والتوفيق.