الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتسأل الله تعالى أن يشفيك وزوجك ويعيذكم من السحر والسحرة آمين.
ثم اعلمي -أيتها الأخت- أنه إذا كان ما نسبت إلى عمتك أمر حقيقي، فقد أتت ذنباً عظيماً وجرماً خطيراً، لأن السحر من كبائر الذنوب، بل من موبقاتها؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.
وعلى هذا؛ فالواجب عليك أن تنصحيها بالتوبة من هذه المعصية وتخوفيها عذاب الله تعالى وعقوبته إذا هي أصرت على ذلك، ولو استعنت على ذلك بالأشرطة والكتيبات التي تبين خطورة هذه الكبيرة فلا بأس.
وبخصوص ما لحقك وزوجك من شر هذه الساحرة، فاعلمي أن أعظم وسيلة للتخلص من ذلك هو اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بالشفاء منه وملازمة الطاعة والمحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار دخول الخلاء وأذكار الأكل والشرب وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة والمعوذتين، وذلك أن القرآن الكريم سبب عظيم لشفاء الأسقام كما قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82].
ولا حرج في الرجوع والاستعانة بمن توفرت فيه صفات الخير والصلاح ممن عرف بمهارته بالرقية الشرعية، وانظري الفتوى: 4310، وينبغي أن يفعل مثل ذلك مع الزوج، وإن تيسر لك المقام مع زوجك في البلد الذي انتقل إليه وكان من بلاد المسلمين فينبغي أن ترافقيه.
والله أعلم.