الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك التوبة مما سبق منك من الإساءة إلى أمّك والتقصير في حقّها.
وعليك أن تبرّ أمّك وتحسن إليها وتصبر عليها؛ فحقّها عليك عظيم، ومهما أساءت إليك أو ظلمت؛ فلا يسقط ذلك حقّها عليك.
فقد عقد البخاري في كتابه الأدب المفرد بابًا أسماه: باب بر والديه وإن ظلما.
وأورد تحته أثرًا عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: ما من مسلم له والدان مسلمان، يُصبح إليهما محتسبًا، إلا فتح له الله بابين ـ يعني: من الجنة ـ وإن كان واحدًا فواحد، وإن أغضب أحدهما، لم يرضَ الله عنه حتى يرضى عنه، قيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه. انتهى.
وحقّ الأمّ آكد من حقّ الأب؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أبوك».
وكونها قصرت في بر أمّها أو أساءت إليها؛ ليس مسوّغا لك للتهاون في برها والقيام بحقّها؛ فعملها يحاسبها عليه ربها، وعملك أنت محاسب عليه. وراجع الفتوى: 113446
فاحذر من مكائد الشيطان وحيل النفس؛ واستعن بالله واصدق في التوبة، واجتهد في برّ أمك والإحسان إليها.
والله أعلم.