الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا كبيرة من أعظم الكبائر وأشنعها، وقد توعد الله صاحبه بالعقوبة في الدنيا والآخرة إذا هو لم يتب، ويكفي للتنفير منه أنه قرين الشرك، وذلك في قول الحق سبحانه: [وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ] الفرقان: 68-70.
ولما كانت هذه الفاحشة ذات خطر على الدين والخلق والمجتمع سد الشارع كل الطرق المؤدية إليها من نظر وخلوة محرمة أو نحوها، فقال سبحانه: [وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً] (الإسراء: 32). وقوله: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ] (النور: 30).
ويشتد إثم الفاعل إن كان محصنا، وهو من سبق منه زواج صحيح، ولهذا كانت عقوبته هي الرجم بالحجارة حتى الموت، فالواجب على من وقع منه ذلك زوجا كان أو زوجة أن يبادر إلى التوبة ويستر على نفسه، وليكثر من الأعمال الصالحة، فإن تاب وحسنت توبته تاب الله تعالى عليه، لقول الحق سبحانه: [وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا] (طه: 82)
وبخصوص الأسئلة فقد أجبنا على الأول منها في الفتوى رقم: 26233، وعلى الثاني في الفتوى رقم: 32359، والفتوى رقم: 37706، أما الثالث: فيراجع تحت رقم: 24423
والله أعلم.