الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن بر الوالدين من أعظم القربات، وعقوقهما من أعظم المنكرات، ولا شك أيضاً في أن أذية البنت لوالدتها وتسببها في إفقاد ذاكرة أمها يعد من أعظم العقوق، نسأل الله العافية.
ولكن هذا لا يعني أن باب التوبة مغلق أمامها، بل هو مفتوح لكل مذنب مهما بلغ ذنبه ومهما عظم، قال الله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53]، وقال سبحانه في الحديث القدسي: يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي. رواه الترمذي، وقولها إن من مات والداه أو أحدهما وهو غاضب عليه لا يقبل الله توبته وجزاؤه جهنم خالداً فيها، كلام غير صحيح وهو من وساوس الشيطان، بل من تاب تاب الله عليه كما تقدم، والله يقبل توبة الكافر وليس بعد الكفر ذنب فمن باب أولى ما هو دونه.
وننصح هذه الأخت بالمبالغة في بر والدتها الآن فلعل ذلك يكون كفارة عما سلف، كما ننصحها بالدعاء والاستغفار لها وبالقيام بالأعمال الصالحة عنها كالصدقة وخاصة الصدقة الجارية، وما أصاب هذه الفتاة من مرض هي مأجورة عليه إن شاء الله، ونرجو أن يكون كفارة لذنوبها، نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يتوب علينا وعليها وأن يعيننا وإياها على طاعته.
والله أعلم.