الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أصل كلمة "تمتع" من المتاع وهو الانتفاع بالشيء والاستمتاع به، والمتاع: كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها..
ومنه: التمتع بالعمرة إلى الحج، أي الانتفاع بالأيام التي تحلل فيها المتمتع من العمرة قبل إحرامه بالحج، فقد كان العرب لا يرون العمرة في أشهر الحج فأجازها الإسلام.
ومنه: متعة المطلقة، كما قال تعالى: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ [البقرة:236]، ومنه حديث سلمة بن الأكوع: قالوا: يا رسول الله لولا متعتنا به. أي تركتنا ننتفع به، ومن هذا المعنى نكاح المتعة، وهو النكاح إلى أجل معين، وقد كان مباحاً في أول الإسلام ثم حرم، وقد تكرر ذكر التمتع والاستمتاع بالمعنى الذي ذكرنا في مواضع كثيرة من الكتاب والسنة. انتهى ملخصاً من لسان العرب والنهاية في غريب الحديث والأثر، والحاصل: أن فعل "تمتع" معناه: انتفع.
والله أعلم.