الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو الستر على المسلم إذا وقع في معصية، وعدم فضحه، فقد قال صلى الله عليه، وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
وإذا كان هذا في حق عامة الناس فكيف بحال الأب الذي هو أولى الناس بالبر والإحسان؟ لكن كان يجب نصحه بحكمة، ولطف، ولين، بدل فضحه، وأيضا فإن المسلم إذا كان مستور الحال، ولم يشتهر بالفواحش، والمنكرات يجب ستره، ويحرم كشفه، والتحدث بما فعله، فإن ذلك من الغيبة.
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: واعلم أنَّ النَّاس على ضربين:
أحدهما: من كان مستورًا لا يُعرف بشيءٍ مِنَ المعاصي، فإذا وقعت منه هفوةٌ، أو زلَّةٌ، فإنَّه لا يجوزُ كشفها، ولا هتكُها، ولا التَّحدُّث بها؛ لأنَّ ذلك غيبةٌ محرَّمة. اهـ.
فبادري بالتوبة إلى الله تعالى، مع طلب السماح، والعفو من أبيك، ومن الفتاة المذكورة، إلا إذا خشيت من أن تترتب على ذلك مفسدة، فأكثري من الدعاء، والاستغفار لهما، وراجعي التفصيل في حكم التحلل من الغيبة، وذلك في الفتوى: 292405
أما الدعاء بطلاق أمك من زوجها الحالي لكي ترجع إلى أبيك، فهذا دعاء غير مشروع، بل هو من قبيل الدعاء بالإثم، وبالتالي: فابتعدي عن مثل هذا الدعاء، وانظري الفتوى: 115576
وللمزيد عن حكم الستر على أهل المعاصي راجعي الفتوى: 318262
والله أعلم.