الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن يكون مرض أمِّك -رحمها الله- بسبب ما حصل منك من الصراخ في وجهها، لكن صراخك في وجهها؛ محرم، ونوع من العقوق، وهو من كبائر الذنوب.
قال النووي -رحمه الله- في كتاب الأذكار: يحرم انتهار الوالد والوالدة، وشبههما، تحريما غليظا، قال الله تعالى: وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا الآية {الإسراء: 23 - 25}. انتهى.
فلا تشغل نفسك بسبب مرضها، ووفاتها، واشغل نفسك بالتوبة إلى الله تعالى مما وقع منك في حقها، فباب التوبة مفتوح، فأكثر من الدعاء، والاستغفار لها، والصدقة عنها، وصلة رحمها، وإكرام صديقاتها.
قال النووي -رحمه الله- في فتاويه: ولكن ينبغي له بعد الندم على ذلك، أن يكثر من الاستغفار لهما، والدعاء، وأن يتصدق عنهما إن أمكن، وأن يكرم من كانا يحبان إكرامه: من صديق لهما ونحوه، وأن يصل رحمهما، وأن يقضي دينهما، أو ما تيسر له من ذلك. انتهى.
والله أعلم.