الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الطريق الصحيح والأسلم للتعرف على الفتاة والفتى بقصد الزواج هو أن يسأل كل منهما عن الآخر بالطرق الشرعية المأمونة، فالفتى مثلا يتعرف على الفتاة بواسطة أمه أو إحدى قريباته، وهي تتعرف عليه عن طريق أبيها أو إخوانها، فإذا حصلت الرغبة تقدم الفتى وخطب الفتاة من وليها.
أما التعارف بالطرق المعاصرة اليوم كالاتصال عن طريق الهاتف أو الانترنت أو نحو ذلك فهذه مصادر فساد وحبائل للشيطان يجب الحذر منها؛ كماهو مبين في الفتوى رقم: 210.
أما الكذب على الأهل أو غيرهم فهو من قبائح الذنوب ودميم الأخلاق
ولا يجوز إلا عند مصلحة شرعية معتبرة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه أحمد وأصله في الصحيحين .
لكن إن تقدم هذا الرجل إلى أهلك بقصد الزواج والحال أنه مرضي في دينه وخلقه فلا حرج عليك في قبوله، وإن سئلت عن وجه العلاقة بينك وبينه فلا تصرحي لهم بذلك، وفي المعاريض أي الكلام الموهم الذي يقنع السائل ولا يخالف الواقع مندوحة.
والله أعلم.