الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -جعلنا الله وإياك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه- أن الزنا كبيرة من الكبائر، وفاحشة عظيمة عند الله، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]، ويزداد الأمر قبحا إذا تعلق بذات محرم، وراجع في حكم من زنى بزوجة أبيه الفتوى رقم: 3970.
ثم إنك تقول إن الباعث لك على ما فعلته هو أنك تريد إثبات أنها غير شريفة، فما الفائدة في إثبات هذا الأمر؟ أنسيت تحذير النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من أن يحقر أخاه المسلم، حيث قال: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. رواه مسلم.
فكان الأولى بك -إذا كنت تأخذ عليها بعض المآخذ في دينها- أن تعظها وتدعوها للتوبة وتنصحها، لا أن تمارس معها ما أثبت به لنفسك ما أردت إثباته لها.
وأما عن التوبة فإن بابها مفتوح على مصراعيه أمامك، ومن فضل الله تعالى وكرمه ولطفه بالعباد أنه يبدل كبائر الذنوب والفواحش حسنات إذا أخلص أصحابها التوبة لله وآمنوا وعملوا أعمالا صالحة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الفرقان:68-69-70].
وشروط التوبة ثلاثة هي: الإقلاع عن الذنب، والندم على ما مضى من فعله، والعزم أن لا يعود إليه، والتوبة مقبولة -إن شاء الله- إذا توافرت شروطها، روى ابن ماجه في السنن عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعليك بمخالطة الأخيار وأهل الفضل وحضور مجالس الذكر، وابتعد عن صحبة أهل الشر، وواظب على الصلاة في المساجد وعلى النوافل والأذكار الصباحية والمسائية إلى غير ذلك مما يتقرب به إلى الله، وعسى الله أن يبدل سيئاتك حسنات.
والله أعلم.