الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أنه لا تجوز الاستعانة بالجن ولا الشراكة معهم، لأنهم أرواح مغيبة عن الإنسان، ويصعب أن يتحقق من إسلامهم أو كفرهم، أو صلاحهم ونفاقهم وغير ذلك من أحوالهم.
ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته أو تابعيهم أنهم فعلوا ذلك، فبادري إلى التحصن منهم بتلاوة القرآن وبذكر الله تعالى في الأوقات كلها وفي الصباح والمساء وعند النوم واقتني كتابا من كتب الأذكار.
وأما عن أخذ العلم عنهم في النوم مثلا، كأن يدلوك على آيات الشفاء في القرآن وعلى أسماء الله الحسنى ونحو ذلك، فإنه لا يجوز الاعتماد عليهم في شيء مما يأتون به، ولكن المرء إذا استيقظ وبحث عن المسائل التي أرشدوه إليها فوجدها صالحة ومشروعة كما أخبروا، فلا حرج في أن يعمل بها، فقد روى البخاري تعليقاً والنسائي بسند صحيح عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله على الصدقة، فأتاه الشيطان ليسرق منها، فأمسك به أبو هريرة ثلاث مرات، وفي الأخيرة قال له: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، فقال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا الحي القيوم) حتى تختمها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم، صدقك وهو كذوب.
والله أعلم.