الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت أحاديث كثيرة، تبين أن المرأة (حواء عليها السلام) خلقت من ضلع، ومن ذلك ما رواه البخاري ومسلم، وغيرهما، واللفظ للبخاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، واستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً.
فهي عليها السلام مخلوقة من ضلع آدم عليه السلام، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا [النساء:1]، قال العلماء: خلقها منه وأخرجها منه كما تخرج النخلة من النواة أو النبتة من البذرة.
وأما الشطر الثاني من السؤال، فالله أعلم به، ولكننا ننبه السائل الكريم إلى أن ذلك لا بد أن يكون لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها، فالله تعالى لم يخلق شيئاً عبثاُ، ولا يلزم من ذلك أن يعلم الناس الحكمة من وراء كل شيء، أو كل خلق أو كل تشريع.
فهو سبحانه وتعالى الخالق لما يشاء، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة من أمرهم، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى: 23346.
والله أعلم.