الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد الله أن وفقك للتوبة ونسأل الله أن يثبتك، ونبشرك بقول الله جل وعلا: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]
وفي الحديث: التوبة تجب ما قبلها. رواه مسلم.
وأما بخصوص الأموال التي بحوزتك، فلا يلزمك التخلص إلا من تلك الأموال التي حصلت عليها من عملك في هذه الفرقة، فقط وأما سائر أموالك بما فيها المال الذي جمعته يوم زفافك فهي حلال لأنها هبة ثواب جائزة.
هذا وإذا تقرر وجوب التخلص من الأموال التي حصلت عليها من عملك في الموسيقى، فإن مصرف هذه الأموال الفقراء والمساكين ولا مانع من دفعها إليهم على دفعات أو دفعة واحدة حسب المصلحة.
المهم أن تميزها عن مالك الحلال، هذا وإذا كنت تجهل قدر هذه الأموال بالضبط فأخرج منها ما يغلب على ظنك أنه حرام فإن غالب الظن يقوم مقام العلم اليقيني، كما ينبغي أن تعلم أن المغني إذا تاب من الغناء فإنه غير ملزم على القول الراجح عند أهل العلم بإخراج قيمة ما استهلكه من تلك الأموال، لكن وإن بقي في يده شيء منها فإن كان فقيراً محتاجاً أخذ منها بقدر حاجته وإن كان غنياً لزمه التصدق بها على الفقراء والمساكين.
والله أعلم.