الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يتعين عليك بر والديك مهما كانت إساءتهما عليك وعلى غيرك عملاً بقول الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.
وبقوله: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا.
ويتعين عليك محاولة منعهما بلطف وحكمة من ظلمهما للجيران، لأن الله حرم أذية الجار كما في حديث الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.
وذكرهما بما توعد به المؤذي لجاره من العذاب كما في الحديث الذي رواه الحاكم عن أبي هريرة أنه قيل: يا رسول الله، إن فلانة تصلي الليل وتصوم النهار وفي لسانها شيء يؤذي جيرانها سليطة. قال: لا خير فيها هي في النار. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
واصبر على ذلك واستخدم شتى وسائل الإقناع، فإن منعهما من الظلم من البر بهما ومن نصرهما، كما في الحديث: لينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره. رواه مسلم.
وعليك أن تسعى في الإحسان إلى الجيران عملاً بحديث الصحيحين: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره.
وأما انتقالك عن أبويك وترك المنزل فلا يجوز إلا بإذنهما وبشرط أن يكونا غير محتاجين لخدمتك، فإن احتاجا لك أو لم يأذنا فلا تنتقل عنهما.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 26911، 47412، 22420.
والله أعلم.