الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإحسان إلى الوالد واجب على بنيه، سواء كان طائعاً أم عاصياً مسلماً أو كافراً ما دام ذلك في حدود طاعة الله، ويدل لذلك عموم قوله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا. [الأحقاف:15]
ومثل ذلك الإحسان إلى الجيران، وآكد الجيران وأعظمهم حقاً بالنسبة للمرأة والد زوجها.
قال الله تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ. [النساء:36]
وعلى الأبناء والجيران أن يحرصوا على هداية الوالدين والجيران، وأن ينصحوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يكثروا الدعاء لهم، ويسألوا الدعاء لهم ممن ترجى استجابة دعائه، وأن يصبروا على ذلك ولا يملوا. ويمكنهم الاستعانة بغيرهم ممن يؤثر كلامه من المعاصرين أو أئمة المساجد أو غيرهم من العلماء، والاستعانة بما تيسر من الوسائل كالشريط الإسلامي والكتب النافعة.
فإن بعض الناس قد يأبى قبول كلام أحد استصغارا له، ولكنه يقبل من معاصريه، وقد يتأثر إذا سمع الحق في شريط وهو منفرد، وكذا إذا قرأ كتاباً في الموضوع الذي تحصل منه بعض الأخطاء فيتوب بسبب ذلك، ويمكن عند عدم سماعه الكلام أن يواظب أبناؤه على إقامة درس يومي في المنزل يقرؤون فيه بحضرة الأب من أحاديث الترغيب في الصلاة والطهارة، والترهيب من تركهما، ومن أحسن الكتب في ذلك: رياض الصالحين، وصحيح الترغيب والترهيب، والمتجر الرابح في ثواب العمل الصالح.
هذا، وليعلم أن زوجة الولد ليس من الضروري جلوسها مع أبي زوجها، وإنما تكرمه بما تيسر من إطعام وإيواء، وتحرض زوجها على بره والإحسان إليه.
والله أعلم.