الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل جواز مدح الناس والثناء عليهم بما فيهم من خير، والأصل في هذا قول الحق سبحانه: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً.
قال القرطبي نقلاً عن أبي العالية: أي قولوا لهم الطيب من القول وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به، وهذا كله حض على مكارم الأخلاق.انتهى.
ولا فرق في ذلك بين أن يكون المتكلم رجلاً أو امرأة إلا أنه إذا ترتب على ذلك الخوف من حدوث محذور كغيرة الرجل على امرأته إذا امتدحت رجلاً بحضرته، وكذا إن خاف الرجل من غيرة امرأته إن هو مدح امرأة بحضرتها، فإن أمن هذا الجانب من الطرفين فلا حرج حينئذ في ذلك.
وننبه إلى أنه يشترط لهذا الجواز أن لا يشتمل المدح على أمر محرم كوصف محاسن الرجل للمرأة أو وصف محاسن المرأة للرجل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها. رواه البخاري وغيره.
والله أعلم.