الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالواجب عليك الاجتهاد في الاستبراء من النجاسة، فإذا رأيت أن البول قد انقطع نهائيا فاغسل عضوك وانضح ثوبك بماء لتقطع الطريق على الشيطان ووسوسته، بحيث لو وجدت بللا على ثوبك حملته على الماء الذي نضحته به. فمن القواعد المقررة بين الفقهاء قولهم: اليقين لا يزول بالشك، فالوضوء المتيقن لا يرفع حكمه إلا بناقض محقق فلا ينتقض بمجرد الشك ولا الوهم بالأولى. والأصل في ذلك حديث عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يجد الشيء في صلاته، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. متفق عليه وعليه فوضوؤك صحيح والصلاة به صحيحة ما دمت لم تتيقن أنك لمست الذكر، وعليك أن لا تسترسل مع هذه الخواطر والأفكار التي قد توقعك في مرض الوسواس القهري ولمزيد من الفائدة حول هذا نحيلك على الفتوى رقم: 3086 فارجع إليها. وعليك بإلاستعاذة بالله من الشيطان فإن غرض الشيطان من تلك الوسوسة أن يلبس على العبد صلاته ويفسدها عليه، وأن يحول بينه وبين ربه، فادفع هذا الكيد بالاستغفار والاستعاذة. فعن عثمان بن أبي العاص قال: يارسول الله: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثاً، قال:ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم. والله أعلم.