الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتصورك للذنب في أنه مجرد أنك ظلمت الفتاة بإزالة بكارتها وأنك تخليت عن وعدك لها بأن لا تتركها وأنك إن تزوجت غيرها تكون ظلمت نفسين لأنك من جهة تحبها ومن جهة أخرى لأنك تتركها ضحية وغير ذلك من التصورات كلها تصورات خاطئة لأن الذنب الأكبر هو أنك خالفت أمر الله تعالى ونهيه حيث يقول: [وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا] (الإسراء: 32). ويقول في وصف عباد الرحمن: [وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا] (الفرقان: 68-69).
وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. الحديث. فذنبك الأكبر هو أنك لم تبال بكل هذا.
هذا واعلم أن زواجك من غيرها ليس ظلما لنفس واحدة وأحرى أن يكون ظلما لنفسين، وواجبك الآن وواجبها هي أن يتوب كل منكما مما مارستماه من الفواحش الشنيعة التي إن لم يغفرها الله لكما كانت سببا لشقائكما في الآخرة وبؤسكما وشتان ما بين شقاء في الدنيا وشقاء في الآخرة، وليقطع كل منكما صلته بالثاني ولا تتردد أنت في التزوج لتحصن فرجك وتتوب من ذنبك.
والله أعلم.