الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الصلاة في المسجد الأكثر جماعة أفضل من الصلاة في المسجد الأقل جماعة ولو كان عتيقاً لورود النص بفضل صلاة الأكثر جماعة.
قال ابن قدامة في المغني رحمه الله: فصل : وفضل الصلاة فيما كثر فيه الجمع من المساجد أفضل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله تعالى. رواه أحمد في المسند، فإن تساويا في الجماعة ففعلها في المسجد العتيق أفضل لأن العبادة فيه أكثر. أ.هـ
وذهب بعض العلماء إلى أن الصلاة في المسجد العتيق أفضل من الصلاة في المسجد الأكثر جماعة.
ولا شك أن القول الأول هو الصحيح لوجود النص وهو قوله صلى الله عليه وسلم: وما كان أكثر فهو أحب. ولا نعلم أنه ورد حديث في تفضيل العتيق.
إلا إذا كان هناك مصلحة شرعية ترجح أفضلية الصلاة في المسجد العتيق كأن يكون إماماً لا تقام الجماعة إلا بحضوره، أو يكون قيماً للمسجد وعنده مفاتيحه فلا تقام الجماعة إلا بحضوره، فتكون الصلاة في المسجد العتيق لهولاء أفضل من الصلاة في غيره من المساجد لما تقدم.