الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن دراسة علم الحديث من آكد الأمور وأهمها، واعلم أن المحدثين قد ألف بعضهم كتبا جامعة كما عمل صاحبا الصحيحين وأصحاب السنن، وبعضهم ألف في مجالات خاصة، فمنهم من ألف في الأحكام، كما عمل ابن حجر في البلوغ، والمقدسي في العمدة، وابن تيمية في المنتقى، ومنهم من ألف في الإيمان والرقائق والترغيب كما عمل النووي في الرياض، والمنذري في الترغيب، والدمياطي في المتجر الرابح.
وبناء عليه، فإنا ننصحك بالبدء بالمختصرات في كل من الفنين أي: فني الأحكام والإيمانيات، فابدأ بالعمدة والرياض، وادرس من كل منهما يوميا حديثا واحدا على الأقل، ثم أتبع البلوغ والمنتقى للعمدة، وإذا انتهى الرياض فأتبعه بما صح من أحاديث المتجر والترغيب، فإذا كملت هذه المختصرات فادرس الجوامع بادئا بأصحها، واحرص على الإخلاص وصحبة أهل العلم ليدرسوك الحديث ويوضحوا لك المشكل، واستعن بالشروح المعتمدة لكتب الحديث، واحرص على العمل بما علمت، فقد روي عن الإمام أحمد أنه كان لا يقرأ حديثا إلا عمل به.