الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعيين الموظفين بالواسطة والمحسوبية دون نظر إلى كفاءة الموظف واستحقاقه لهذه الوظيفة وحاجة العمل إليه لا يجوز، وهو تعاون على الغش وأكل للمال العام بالباطل، واعتداء على حقوق الآخرين.
ولا يجوز أيضاً أن يصرف الموظف عن الوظيفة التي عين فيها إلى غيرها إلا إذا كانت الجهات المسؤولة تسمح بذلك، وتوافق عليه.
وعلى هذا فإن ما اتخذ من إجراءات في حق الموظف المسؤول عنه، من تعيين في هذا المرفق الصحي، بالواسطة والمحسوبية دون نظر إلى أهليته وكفاءته وحاجة العمل إليه، ثم نقله إلى العمل في المسجد، وتدريس الأولاد دون موافقة الأوقاف، كل هذا لا يجوز.
وما يفعله هذا الموظف من استلام راتب على عمل لا يؤديه، لا يجوز أيضاً، وعليه وعلى كل من ساعد على توظيفه ونقله إلى العمل بالمسجد والتدريس التوبة إلى الله، قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، ومن تمام توبة هذا الموظف أن يرد الرواتب التي استلمها دون أن يؤدي ما يقابلها من عمل، وراجع لزاماً الفتوى رقم: 21815، أما الصلاة، خلف هذا الموظف فهي صحيحة، وراجع الفتوى رقم: 26339.
والله أعلم.