الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الدين والخلق هما أساس قبول المرأة زوجة أو رفضها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ولا شك أن الأصل في المسلم السلامة ما لم يتبين خلاف ذلك، وعلى هذا فعليك بالتحري في أمر هذه الفتاة ممن تثق به في دينه وأمانته، ولا تعجل إلى فسخ خطبتها بمجرد كلام قد نقل إليك، فقد قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ [سورة الحجرات:6].
ثم إنه لو قدر كونها على الحال الذي وصف لك فإن كنت ترى أنك قادر على إصلاحها والتأثير عليها، فلا بأس في الإقدام على الزواج منها، وإلا فإن وجدت من هي خير منها فاظفر بالأوفر دينا.
وبخصوص قولك: هل من فكرة لاختبارها، نقول: إن هذه الخطيبة لا تزال أجنبية عليك فيتعذر هذا الأمر معها بطريق مباشر، ولكن بإمكانك التثبت في ذلك عن طريق من تثق بهن من النساء وإذا تبين لك صحة ما نسب إليها فيمكنك مناصحتها في ذلك بوجود أحد محارمها إن لم تخش أن يترتب على ذلك ضرر أكبر.
والله أعلم.