الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن الصحابية المسؤول عنها هي أم سليم بنت ملحان الأنصارية، أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات زوجها مالك بن النضر، فتزوجها أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري، فولدت له أبا عمير، وعبد الله، شهدت عدة مشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها: أحد، وحنين.
كان أبو طلحة قد خطبها وهو يومئذ مشرك، فقالت له: مثلك لا يرد، ولكنك مشرك، فإن أسلمت قبلتك، وكان ذلك صداقي.. أما تعلم -يا أبا طلحة- أن آلهتكم لا تضر ولا تنفع، ولو أشعلت فيها النار، لاحترقت... فانصرف عنها، وفي قلبه من كلامها شيء، ثم أتاها، وقال لها: قبلت الذي عرضت عليّ، فتزوجها على الإسلام، فما كان لها مهر غير ذلك.
وأما قصتها مع زوجها أبي طلحة وابنه، فهي باختصار -كما في الصحيحين، وغيرهما- عن أنس -رضي الله عنه- قال: كان ابن لأبي طلحة يشتكي (مريض)، فخرج أبو طلحة، فقبض الصبي، فلما رجع أبو طلحة، قال: ما فعل ابني، قالت أم سليم -وهي أم الصبي-: هو أسكن ما كان، فقربت له العشاء، فتعشى، ثم أصاب منها، فلما فرغ، قالت: واروا الصبي، فلما أصبح أبو طلحة، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: أعرستم الليلة؟ (المراد الجماع) قال: نعم، قال: اللهم بارك لهما، فولدت غلامًا، فقال لي أبو طلحة: احمله؛ حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث معه بتمرات، فقال: أمعه شيء؟ قلت: نعم، تمرات، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم، فمضغها، ثم أخذها من فيه، فجعلها في في الصبي، ثم حنكه، وسماه عبد الله. وفي رواية للبخاري: فقال رجل من الأنصار: فرأيت له تسعة أولاد، كلهم قد قرؤوا القرآن من أولاد عبد الله المولود.
ولتفاصيل هذه القصة يرجى الاطلاع على صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وكتب السنن، والسير.
والله أعلم.