الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يقول عنك هؤلاء الذين وصفتهم بالاستهتار لا يجوز، ولك الحق في أن ترفعي أمرهم إلى الحاكم الشرعي ليأخذ لك بحقك منهم، فإنهم يستحقون التعزير بما ينسبونه إليك، وقد سئل شيخ الإسلام عمن شتم رجلا وسبه؟ فأجاب: إذا اعتدى عليه بالشتم والسب فله أن يعتدي عليه بمثل ما اعتدى عليه، فيشتمه إذا لم يكن ذلك محرما لعينه كالكذب، وأما إن كان محرما لعينه كالقذف بغير الزنا فإنه يعزر على ذلك تعزيرا بليغا، يردعه وأمثاله من السفهاء.
وقال صاحب معالم القربة في معالم الحسبة وهو شافعي: من أتى معصية لا حد فيها ولا كفارة، كالمباشرة المحرمة فيما دون الفرج، والسرقة فيما دون النصاب، والقذف بغير الزنا.. عزر.
وقال الز يلعي في نصب الراية: ومن قذف عبدا أو أمة .. بالزنا عزر... وكذا إذا قذف مسلما بغير الزنا، فقال: يافاسق أو يا كافر أو يا خبيث أو يا سارق، لأنه آذاه وألحق الشين به..
واعلمي أنك لا تستحقين إيجاب التعزير على أولئك الذين ذكرت بمجرد دعواك أنهم يقولون عنك ما يقولون، بل لا بد أن تثبتي ذلك بالبينة
أو يقروا هم به عند المحكمة، ومع أن لك الحق في كل ما ذكرنا، فإننا ننصحك بالصبر وعدم رفع الأمر إلا إلى الله، واعلمي أن عاقبة الصبر محمودة في الدنيا والآخرة.