الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يوفقك لطاعته ويعينك على فعل الخير والدعوة إليه، وننبهك إلى الأمور التالية:
1ـ أن في العمل الذي أنت تمارسه من الفتنة والخطر على الدين ما لا يخفى. روى الشيخان من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما جاء في الأحاديث الصحيحة.
فعليك بترك هذا العمل فورا والبحث عن عمل آخر بديل سالم مما ذكرت فإن كنت مضطرا لهذا العمل ولم تجد البديل فعليك بالحذر كل الحذر مما يحيط بك، ولا تتكل على ما عندك من الالتزام، خصوصا أن النساء اللاتي يعملن معك يبدو أنهن من المتبرجات، وأولئك أشد فتنة وأنفذ سهاما، فلا تختل بأي منهن، وغض الطرف عنهن، وتجنب الاحتكاك بهن.
2- أن الداعي إلى الله يلزمه أن يكون صبورا. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر.
3- أن المسلم لا ينبغي له أن يتضجر ويسخط عندما يلقى موقفا غير سار، فأحرى أن يدعو على الناس بالزلازل والكوارث، والدعاء على الناس بغير حق ظلم واعتداء، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 21067.
4- أن الداعي إذا أخلص لله في دعوته ولم يتجاوز شيئا من حدود الشرع، فإن الله يثيبه ولو لم يتبعه أحد، فالأنبياء وهم أفضل خلق الله يجيء بعضهم يوم القيامة ولم يتبعه أحد. ففي الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد........ الحديث.
والله أعلم.