الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان يفترض أن تنهيها أولا عما تفعله من المنكرات، وعن إشاعته ونشره بين الطالبات، فإن انتهت فاستري عليها ولا تخبري أحدا بأمرها، فإذا أصرت أو علمت بأن نهيك إياها لا يفيد ولا يكفها عن أخلاقها السيئة، فالصواب هو ما فعلته من رفع الأمر إلى إدارة المدرسة لتأخذ على يد تلك الطالبة، وتسعى في تقويم أخلاقها، أو طردها لكي لا يسري شرها إلى بقية الطالبات، وتفسد أخلاقهن، فإن المجاهر بالمعصية الذي يتحدث بما فعله منها لا يُستَر عليه.
قال ابن الجوزي في كشف المشكل من الصحيحينِ: المجاهرون: الَّذين يجاهرون بالفواحش وَيَتَحَدَّثُونَ بِمَا قد فَعَلُوهُ مِنْهَا سرا، وَالنَّاس فِي عَافِيَة من جِهَة أنهم مستورون، وَهَؤُلَاء مفتضحون. اهـ.
وقال المناوي في فيض القدير: (كل أمتي معافى) اسم مفعول من العافية، وهو إما بمعنى عفا الله عنه، وإما سلمه الله وسلم منه (إلا المجاهرين) أي المعلنين بالمعاصي المشتهرين بإظهارها الذين كشفوا ستر الله عنهم. اهـ.
وراجعي المزيد من كلام أهل العلم في هذه المسألة، وذلك في الفتوى: 318262.
فتبيّن أنه لم يكن عليك ستر تلك الطالبة، بل الصواب هو السعي في كف شرها، والتبليغ عنها.
والله أعلم.