الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى المسلم أن يحذر من فلتات لسانه، وحصائده التي هي أكثر ما يكب الناس في النار على وجوههم، ففي الحديث: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم؛ إلا حصائد ألسنتهم. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وإن الكلمة قد تهوي بصاحبها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب. لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.
وهذه العبارة: (لولا خوفي من الرحمن، لجعلت حبك سادس الأركان) من المبالغات المذمومة، ولا ينبغي للمسلم الهمُّ بقولها؛ وإن كان يعلم أن ذلك غير ممكن، فأركان الإسلام أعظم من أن يتدخل فيها العبد، فيضيف إليها، أو يزيد فيها. فتعيينها غير موكول للناس، بل هي مما شرعه رب الناس سبحانه وتعالى.
ولمزيد من الفائدة، انظر الفتوى: 17497.
والله أعلم.