الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنتم في الموافقة على الصلح مع خالكم، ولا شك أن في ذلك الأجر العظيم من الله تعالى، وذلك لأن صلة الرحم فريضة وقربة إلى الله تعالى، وقد وردت في تأكيدها وفي تحريم القطيعة كثير من نصوص الكتاب والسنة تعظيما لشأنها.
فينبغي أن تسعوا في إقناع أبيكم بأن يسمح لكم بصلة خالكم، وذكروه بخطورة القطيعة، واستعينوا في ذلك بكل من له جاه عنده، وقبل كل ذلك اجتهدوا في الإصلاح بينهما بكل ما هو ممكن ومشروع، فقد قال الله تعالى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [سورة النساء: 128]. وإن الإصلاح بين الناس والسعي فيه من أفضل القربات.
فإن وفقتم في الإصلاح بين أبيكم وخالكم، أو في إقناع أبيكم بالسماح لكم بصلة خالكم فالحمد لله، وإلا فلا تجوز لكم طاعته في مقاطعة خالكم، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى، وحاولوا أن تصلوا خالكم دون علم أبيكم إن استطعتم.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 34531.
والله أعلم.