الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فظاهر السؤال أن هؤلاء الذين تسميهم أشباحاً ليسوا سوى شياطين مردة، مكنهم ضعف هذه المرأة وقلة صبرها من أن يتسلطوا عليها، ولربما آذوها جسدياً.
والذي ينجيها من هذه الورطة هو أن تستعين بالله عز وجل وتعتصم به، وترفض طلب هؤلاء الشياطين، وتصبر إن أصابها منهم شيء تكرهه، فإنها منصورة عليهم إن اتقت وصبرت. قال تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحـج:60].
وهي في هذه الحالة مظلومة معتدى عليها، والله مع المظلوم والمعتدى عليه، وراجع الفتوى رقم: 34747.
وأما دعوى أنهم يرشدونها إلى علاج الناس والإحسان إليهم فدعوى باطلة لا تعطيهم الحق في حملها على ذلك رغماً عنها، فضلاً عن إيذائها إن لم تفعل، وهذا العمل منهم دليل على أنهم جنٌ عصاة إن لم يكونوا كفاراً، فإن المسلم حقاً من الجن والإنس هو من سلم الناس من لسانه ويده ولم يؤذ أحداً بغير حق، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب: 58].
وأما السؤال: هل طاعتها لهم شرك أم حرام؟
فينبني جوابه على نوع التعامل معهم، فإن التعامل مع الجن على أحوال، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 5701.
وعلى فرض أن هذه المرأة في تعاملها مع الجن لا تقارف الشرك والمحرم الآن، فإنها صائره إليه إن لم تنزع عن معاملة هؤلاء، وراجع في هذا الموضوع الفتوى رقم: 7369.
والله أعلم.