الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن المرأة متزوجة أو غير متزوجة تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لحاجة عامة أو خاصة، فقد لا تحتاج المرأة إلى الخروج لحاجة نفسها ولكن المجتمع يحتاج إليها، كالطبيبة والمدرسة، فهنا يجوز لها الخروج، بل قد يجب إذا تعين عليها ذلك.
وبالنسبة لك نقول: إن كنت محتاجة حاجة فعلية للعمل فلا بأس، مع الالتزام بالآداب الشرعية من عدم اختلاط محرم بالرجال أثناء العمل والحديث معهم بدون حاجة إلى الحديث معهم وعدم إظهار للزينة التي أمر الله بسترها عنهم، ومن ذلك الوجه على الراجح من أقوال أهل العلم. وراجعي في حكم ستر الوجه الفتوى رقم: 8287.
وأما سؤالك هل صحيح أن عمر بن الخطاب ولى الشفاء بنت عبد الله القرشية العدوية الحسبة بالسوق؟
فنقول: الوارد في ترجمتها أنه ولاها عملا ما في السوق، كما جاء في "تهذيب الكمال" في ترجمة الشفاء.
قال: وكان عمر بن الخطاب يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق. اهـ.
وذكر مثل هذا عنها الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب".
وبخصوص عملك مترجمة لهذه الكاتبة ذات الميول العلمانية، إذا كنت تترجمين لها أفكارها فإن مسألة الإعانة على الإثم ظاهرة جدا في عملك، فأي إعانة أعظم من ترجمة كلام من يحادد الله ورسوله ويضاد حكم الله وشرعه؟!
فالواجب عليك ترك العمل مع هذه الكاتبة وإلا، كنت مشاركة لها في الإثم وإذاعة ونشر المنكر، وأي منكر أعظم من منازعة حاكمية الله جل وعلا.
قال تعالى: [إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ] (الأنعام: 57).
وقال: [وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ] (المائدة: 49).
ومعلوم أن العلمانية رفضت حكم الله في شؤون الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
والله أعلم.