الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور جاء في مشكاة المصابيح للتبريزي بألفاظ قريبة مما ذكر، وقال: رواه رزين.
ولم نقف على أحد من أهل العلم تكلم على سنده ويؤيده ما جاء في مسند الإمام أحمد وصححه الأرناؤوط، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ويقول: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، ولذة النظر إلى وجهك الكريم، والشوق إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة ومن فتنة مضلة...
ومثله في صحيح ابن حبان ومصنف عبد الرزاق موقوفا، وقال صلى الله عليه وسلم: ثلاث منجيات: خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضى... حسنه الألباني في السلسلة.
ومعنى الحديث إجمالا والله أعلم أن المسلم مأمور بإخلاص عمله في الظاهر والباطن، لأن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصا لوجه الله تعالى، وأنه مأمور بالعدل بين الناس والإنصاف للآخرين في حالة رضاه عنهم وغضبه عليهم، وأنه مأمور بالقصد وهو التوسط في أموره كلها، سواء كان غنيا أو فقيرا، كما أنه مأمور بأن يعطي من حرمه، أي منعه من العطاء، وأن يعفو عن من ظلمه، وهذا يتطلب منه الاستعلاء على هواه وشهواته وكظمه لغيظه، وأن يكون نطقه أي كلامه بذكر الله تعالى، وأن يكف لسانه عن الكلام الحرام كالكذب والغيبة والنميمة ولغو الكلام الذي لا فائدة فيه، وأن يكون صمته تفكرا في مخلوقات الله تعالى وعظيم قدرته، وفي نعمه التي لا تحصى، وأن يكون نظره اعتبارا لما تقع عليه عينه.
والله أعلم.