الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن سبب نزول الآية الكريمة المذكورة كما في تفسير القرطبي قال: عن أنس بن مالك: قيل: يا نبي الله: لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم فركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم قال: إليك عني، فو الله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب ريحا منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه، فكان بينهم حرب بالأيدي والنعال والجريد، فبلغنا أنه أنزل فيها هذه الآية. وقيل غير ذلك.
ويمكن أن يكون للآية الواحدة أكثر من سبب، والطائفة من الشيء القطعة، وهي تطلق على الفرد والجماعة، والآية الكريمة محكمة عامة توجب على جماعة المسلمين وولي أمرهم أن يقوموا بالصلح كلما وقع خلاف أو قتال بين طائفتين من المسلمين وجبر الفئة الباغية على النزول على حكم الله.
وقد رغب الله عز وجل في الصلح بين الناس فقال تعالى: [لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا] (النساء: 114) والحاصل أن أهل العلم ذكروا عدة روايات وحوادث وأنها سبب نزول الآية الكريمة، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما قرر أهل العلم.
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 17962.