الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم كما صح ذلك عنه، وهو الذي اصطفاه الله وختم به النبيين، وأحسن خلقه، قال تعالى في شأن خلقه: [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] (القلم: 4) وقالت عائشة رضي الله عنها فيه: كان خلقه القرآن. أخرجه الإمام أحمد. وجعله الله رسولا إلى الناس كافة، وكان الأنبياء قبله يبعثون إلى قومهم خاصة، وجبله الله تعالى على الجود، فهو أجود بالخير من الريح المرسلة، وجبله على الشجاعة والحلم والصبر والأناة، ولم يزل طول حياته يدعو إلى الله ويجاهد الكفار ويرسي دعائم الدين حتى توفاه الله، والخصال التي جعلها الله فيه والتي بها فضل على سائر المخلوقات لا يمكن إحصاؤها، ويكفي منها ما ذكرناه.
واعلم أن لله تعالى أن يصطفي من خلقه من يشاء دون أي سبب، لأنه المالك للكون بأسره، والمتصرف فيه بإرادته وقدرته، ولا أحد يستحق عليه شيئا، وهو يستحق على العباد أن يطيعوه شكرا لنعمه عليهم التي لا تحصى. قال تعالى: [وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا] (إبراهيم: 35). وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 10116.
والله أعلم.