الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا تقدم إليك خاطب كفؤ، ورضيت به؛ فليس من حقّ أبيك منعك من الزواج منه بسبب الدراسة؛ فالدراسة ليست مسوّغا للمنع من الزواج، وإذا منعك بسببها، كان عاضلًا ظالمًا لك، وتنتقل الولاية لمن بعده، أو للقاضي الشرعي.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: إذا عضلها وليها الأقرب، انتقلت الولاية إلى الأبعد. نص عليه أحمد، وعنه رواية أخرى، تنتقل إلى السلطان. انتهى.
والذي ننصح به: أن تتفاهمي مع والدك، أو توسطي من يكلمه من الأقارب، أو غيرهم، ممن له وجاهة عنده، ليبيّنوا له عدم جواز منعك من الزواج، وحاجتك للإعفاف، وإذا لم يمكنك ذلك؛ فاعرضي الأمر على أهل العلم في المركز الإسلامي.
واعلمي أنّ الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، ولذلك؛ يُشترط في جوازها أن يأمن المسلم الفتنة في دينه، وأن يقدر على إقامة شعائر دينه، وراجعي الفتويين: 220504، 226333.
والله أعلم.