الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور أخرجه مسلم في صحيحه بالسند الذي ساقه السائل الكريم، وهذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته، فلم يكن هذان الصنفان موجودين في عهده صلى الله عليه وسلم ولا في عهد خلفائه، وإنما ظهرا عندما ابتعد الناس عن الدين وتفشى ظلم الحكام المستبدين، فاتخذوا الشرط والجنود والأعوان ليقهروا بهم الرعية.
قال النووي رحمه الله: في هذا الحديث ذم هذين الصنفين من الناس.
وقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى هذا الحديث عند تفسير قوله تعالى في قصة عاد قوم هود وذكر بعض أوصافهم المذمومة التي نهاهم عنها نبيهم هود عليه السلام: وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ [الشعراء: 130].
قال: وهذه الأوصاف المذمومة قد كثرت في كثير من هذه الأمة فيبطشون بالناس بالسياط والعصي في غير حق شرعي، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك يكون فقال صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس... الحديث
والحاصل: أن معنى الفقرة التي أشار إليها السائل الكريم من الحديث هي في الشرطة وأعوان الظلمة الذين يعذبون الناس بالسياط وغيرها، وقد أصبح هذا معروفاً ومنتشراً في كثير من بلاد المسلمين، وهذا من معجزات الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم كما قال أهل العلم، ولمزيد من الفائدة حول الحديث نرجو الاطلاع على الفتويين التاليتين: 5478، 48773.
والله أعلم.