الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت فيما قمت به وتقومين به من النصح لإخوتك ونهيهم عن المحرمات ومحاولة جذبهم إلى الهداية، وهذا واجبك كمسلمة وكأخت كبرى، فلا تملي من فعل الخير والدعوة إليه، وعليك بالدعاء لإخوتك بصلاح الحال والاستقامة، فإن الدعاء هو خير علاج. قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ سورة غافر: 60]. وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [ سورة البقرة: 186].
ثم عليك باللين في دعوة إخوتك، وفي أمرهم ونهيهم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، واعلمي أن أجرك يزداد ويعظم بازدياد عتوهم وعصيانهم لك ونفورهم منك، فاصبري على أذاهم، ولا تصغي إلى ما يحملونك ويدعونه من ظلمك لهم، فإنه غير صحيح، بل هم المخطئون بما ارتكبوه من آثام، وبما ألحقوه بك من الأذى.
ونرجو الله أن يعينك ويهدي بك، إنه نعم المولى ونعم النصير.
والله أعلم.