الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجوز قراءة القرآن دون تدبر، ولكن الأولى أن يحرص التالي على التدبر، كما بينا في الفتويين: 231634، 320671.
وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد الخلاف بين العلماء في أيهما أفضل: السرعة بالقراءة مع كثرتها، أم قلة القراءة مع ترتيلها وتدبرها؟ فأجاب: والصواب في المسألة أن يقال: إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلّ وأرفع قدرًا، وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا.
فالأول: كمن تصدق بجوهرة عظيمة، أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة.
والثاني: كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم، أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة. انتهى.
وليس من شرط التدبر أن تطالع تفسير الآية في كتب التفسير، بل يكفي أن تُعمل قلبك في فهمها والاتعاظ بها، وإذا أشكل عليك شيء في معناها، فاسأل عنه أهل العلم، وراجع الفتويين: 9186، 9387.
ويمكنك الجمع بين دراسة التفسير، والتلاوة المستعجلة، بسبب الاختبار، بأن تقرأ صفحات قليلة تتأمل في معانيها، وتنظر في كتب التفسير ما أشكل عليك منها، وتخصص وقتًا آخر لسرد ما تيسر لك من الأجزاء.
والله أعلم.