الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فترك أبيك للبيت، والعيش وحده؛ جائز إذا قام بحقّ زوجته وعياله، فينفق عليهم بالمعروف، ويعفّ زوجته، ويبيت معها بالقدر الذي تزول به الوحشة، وراجعي الفتوى: 478498.
وليس على الأولاد الانتقال للعيش مع أبيهم؛ فإن كانوا صغارًا، فأمّهم أحقّ بالحضانة ما لم يكن بها مانع، وإن كانوا بالغين، فلهم الخيرة في البقاء مع أمّهم، وانظري الفتوى: 285832.
والواجب عليكم برّ والديكم والإحسان إليهما، وعليكم رعاية أبيكم وخدمته، وتعاهد أموره، وإذا قمتم بذلك، فقد خرجتم من العقوق.
وأمّا نصيحتكم له بالرجوع إلى البيت؛ فتكون بالرفق والأدب، والسعي في الإصلاح بينه وبين أمّكم، ولكم أن توسطوا في ذلك بعض العقلاء من الأقارب أو غيرهم من الصالحين، مع الإلحاح في الدعاء، فإنّ الله قريب مجيب.
والله أعلم.