الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن جمال المرأة عامل طبيعي من العوامل التي ترغب في الزواج منها والتطلع إليه أمر شرعي، فقد أخرج النسائي وأحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
قال السندي عند شرحه لهذا الحديث: إذا نظر لحسنها ظاهراً أو لحسن أخلاقها باطناً. انتهى.
وقال ابن قدامة في المغني: ويختار الجميلة لأنها أسكن لنفسه وأغض لبصره وأكمل لمودته، ولذلك شرع النظر قبل النكاح. انتهى.
وعليه.. فإن كان في هذه الفتاة من الأخلاق والجمال ما يدعوك إلى الزواج بها وكانت ملتزمة بفرائض الدين وأحكامه كالصلاة والحجاب فلا نرى مانعاً من زواجك منها، ولا يعيبها كونها قصيرة أو غير فائقة الجمال ما دامت تفي بالمقصود. وبخصوص ما تخشاه من تأثير ذلك على أولادك في المستقبل فذلك أمر غير مقطوع به. وننبه السائل إلى أنه يحرم عليه مخالطة هذه الفتاة أو غيرها من الفتيات الأجنبيات حتى يعقد عليها عقدا صحيحاً لأن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع، وانظر الفتوى رقم: 4220.
والله أعلم.