الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن في السؤال نوعا من الغموض يحتاج لتوضيح
وأما حضور الإمام لحفلة العرس فإن كان في الحفل بعض الأمور المحرمة كالموسيقى واختلاط الجنسين على الوضع الشائع الآن فإنه يجب على الإمام إنكار المنكر، فإن لم يستجب له وجب عليه البعد عن مشاهدة المنكر ومجالسة أهله وهذا هو هدي السلف.
فقد روى الإمام أحمد في الورع وابن أبي شيبة في المصنف أن أبا أيوب الأنصاري: حضر عرسا لسالم بن عبدالله بن عمر فرأى الجدران مستورة فأنكر عليهم وخرج، وقال: لا أطعم لكم طعاما ولا أدخل لكم بيتا.
وقد صرح الفقهاء بأن من أعذار التخلف عن الحضور للوليمة وجود منكر بها
ثم إنه يتعين على الأئمة أن يعملوا بما علموه وما يدعون إليه، إلا أنا ننبه إلى أن خطأ الإنسان لا يسوغ له عدم النهي عن المنكر؛ بل يجب عليه النهي عن الفساد لأن امتثال الأمر الشرعي والنهي عن المنكر كلاهما مطلب شرعي مستقل بنفسه، ويجب على حاضري الخطبة أن يحرصوا على الاستفادة منها ولا يصدهم عن ذلك كون الإمام غير معصوم، فقد استفاد أبو هريرة فضل آية الكرسي من الشيطان بعد ما شاهد منه الكذب والتلصص عدة مرات كما في حديث البخاري.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 28171 ، 9329 ، 26549 ، 37885 .