الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز الأخذ برخص السفر من الجمع والقصر وغيرهما إلا بعد مفارقة عمران المدينة، كما قرر ذلك أهل العلم، فالعزم على السفر لا يبيح الأخذ برخص السفر بل لا بد من الشروع في السفر ومفارقة العمران، قال المرداوي في الإنصاف: بل له القصر إذا فارق البيوت العامرة....... فلا بد من مفارقة البيوت الخربة والعامرة التي تليها. وسبق في الفتوى رقم: 5720 التفصيل في ذلك.
أما في حالة السفر فالأصل في الجمع بين الصلاتين هو الموالاة، لفعله صلى الله عليه وسلم حيث جمع بين المغرب والعشاء والظهر والعصر ووالى بينهما، والحديث في الصحيحين.
وإذا كان الجمع وقت الصلاة الأولى فلا بد من الموالاة بين الصلاتين لأنه هو الأصل، وإذا فرق يبنهما بوقت كثير بطل الجمع، حتى قال بعضهم: إنه إذا صلى بينهما السنة بطل الجمع، والصحيح أنه لا يبطل بها.
وإذا كان الجمع في وقت الأخيرة فقيل: يضر الفصل بينهما، وقيل: لا يضر ولو كثر، لأنه متى صلى الأولى فالثانية تصلى في وقتها، وهو الصواب.
والله أعلم.