الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد هذا اللفظ "عليما حكيما" وقبلها "كان" في ثمان مواضع من كتاب الله عز وجل: أولها: في سورة النساء، وهي قول الله تعالى تعقيبا على آية المواريث: [فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا] (النساء: 11) وآخرها: في سورة الإنسان في ختام سياق الحديث عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وتنزل القرآن عليه وأمره بالصبر وعدم طاعة الكفار.. حيث يقول تعالى: [وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا] (الإنسان: 30)
وأما "إن الله عليما حكيما" بالنصب فلا تصح لغة ولا توجد في القرآن الكريم، ولعل السائل الكريم يقصد لفظ "عليم حكيم" بدون كان، فإن كان الأمر كذلك.. فقد جاء لفظ "عليم حكيم" بالرفع في القرآن الكريم في خمسة عشر موضعا، أولها: في سورة النساء في قول الله تعالى: [وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] (النساء: 26) وآخرها: في سورة الممتحنة في قوله تعالى: [ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ] (الممتحنة: 10) وفي كلا السياقين يخبر الله عز وجل عن اتصافه بهذه الصفات العلى: العلم بما يصلح خلقه والحكمة في تدبير أمورهم.
وزيادة "كان" في السياق الأول معناها: لم يزل على ذلك، فهي للتأكيد وزيادة المعنى، وليس المقصود بها الإخبار عما مضى أو حصر الصفة فيه، وكل ما ورد من صفات الله تعالى وأسمائه على هذا السياق فهو على هذا المعنى، يقول المختار بن بونا الشنقيطي في زياداته على ألفية ابن مالك:
وكان ضاهى لم يزل كثيرا كالله كان عالما بصيرا
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 6457.
والله أعلم.